المرأة وجرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني – ” S extortion crimes “
بعد البحث والتحليل لجرائم الابتزاز الالكتروني ، نجد أن المرأة هي أكثر الأشخاص عرضة لتلك الجرائم وخاصة الجنسية منها ، ورغم أن الإحصائيات توضح أن أكثر من 90 % منها لا يتم الإبلاغ عنه ، إلا أن القصص والبلاغات المقدمة عن تلك الجرائم ، كفيلة بإعطائنا صورة مصغرة عن خطورة هذه الجرائم .
فما هي جريمة الابتزاز الجنسي الالكتروني أو “S extortion” ؟
بصورة مبسطة يمكننا تعريف جرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني على أنها شكل من أشكال الاستغلال الجنسي ولكنه يستخدم شكل غير جسدي للإكراه ، وعلى سبيل المثال نشر صور جنسية ، أو مواد ذات صلة ، وذلك لابتزازك جنسياً عن طريق إرسال صور أو محتويات جنسية أكثر له أو إرسال المال أو الإثنين معاً .
هل البشر بطبيعتهم يثقون في بعضهم البعض ، لدرجة أن تمتد هذه الثقة إلى إرسال صور أو مقاطع فيديو حميمية سواء للأصدقاء أو أشخاص ربما يكونوا على علاقة حميمية أو عاطفية بهم أو آخرين ، فأحيانا يحدث بسبب أو بدون سبب أن يخون الآخرين هذه الثقة .
ولكن القسم الأسوأ في هذه الحالة ، هو أن الضحية وغالباً ما تكون إمرأة ، تخشى التبليغ وتفضل الصمت على أن يحكم عليها المجتمع ويلحق بها الذل والعار ، وبذلك يستطيع المبتز احتواء ضحيته تماماً .
وكما نعلم فقد أصبحنا الآن في القرن 21 ، إلا أننا لازلنا نخشى المجتمع في كل ما يخص المرأة ، لذا لايتم الإبلاغ عن كثير من جرائم الابتزاز ، تحت ستار العادات والتقاليد واللايجوز ، وتفضل المرأة أن تظل تحت سطوة المبتز على أن تقع على ألسنة المجتمع .
وإذا استطعنا أن نقول أن المرأة الضحية قد تكون محقة في ذلك القسم ، بأن لدى مجتمعاتنا العربية عادة ذبح المرأة مع أول خطأ لها ، إلا أننا لا نستطيع أن نقول بأنها محقة في قسم الصمت وعدم الإبلاغ والتمادي في الخطأ ومجاراة المبتز ، لأن صمتك وسكوتك عن حقك أبداً لم يكن من شيم المرأة العربية وأن تخطئي فالكل يخطئ ، ولكن التمادي في الخطأ هو خطأ أكبر ، قد لا تحتملين دفع فاتورته فيما بعد .
وطبقاً لدراسة حديثة أجراها معهد ” Brookings Institution ” ، أوضحت أن الغالبية العظمى من المتهمين ذكور وأن 90% من الضحايا إناث ، وبما أن هذه المقالة تتحدث عن المرأة على وجه الخصوص فسنفترض هنا أنّ جميع الضحايا نساء ، فمن هم الأشخاص الذين يستطيعون ارتكاب مثل هذه الجريمة ضد إمرأة ؟
فقد يكون المبتز شريك للمرأة في العمل أو حتى مديرها ، أو شخص قد تعرفت عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد تكون على علاقة عاطفية به ، وقد يكون شخص من علاقة فاشلة وقد أنهتها فقام بابتزازها ، وقد يكون صديق تثق به ،أو حتى هاكر استطاع الحصول على مقاطع حساسة من حاسوبها ، أو قد يكون أي شخص لدية رغبة جنسية تجاهها أو رغبة في طلب المال أو الإثنين معاً ، وهناك بعض الحالات النادرة التي يكون فيها أشخاص مرضى نفسيين يكون لديهم المتعة في التعذيب عن طريق الابتزاز .
قد يكون في كل هذه الأحوال ، ماعدا حالة الهاكر ، المرأة هي من ترسل تلك الصور أو المقاطع بنفسها إلى الأشخاص سواء كانو أصدقاء أو شخص على علاقة به كما ذكرنا سابقاً . ولكن السؤال الذي يدور في ذهن كل إمرأة هو ، هل أنا مذنبة ؟ ماذا عليّ أن أفعل في تلك الحالة ؟ ، فقد وثقت به وقد خان ثقتي ، ماذا أفعل ؟
أولا دعينا نخرج من كونك مذنبة أم لا ، لأنك سواء كنتِ مذنبة أم لا ، أرسلت بنفسك تلك المحتويات أو أحد استطاع التهكير على حاسوبك ، فليس من حق أحد تهديدك أو ابتزازك من أجل إجبارك على شئ لا تريدينه ، لذا عليكي أن تعي جيداً عدة أمور :
# لا تسمحي لأحد بتدميرك ولا تتمادي في الخطأ فترسلي له ما يريد سواء كان مال أو محتويات أكثر لأنه في الحقيقة لن يتوقف عن ابتزازك .
# استخدمي خاصية الحظر تجاهه وعليكي إفراغ جميع المحتويات الخاصة والحساسة من حاسوبك ومسحها تماماً .
# عليكي إبلاغ السلطات فوراً ، ولا تترددي أبداً في ذلك ، فالصمت وتنفيذ ما يريده هو خطأ أكبر .
وأعلم جيداً أن طبيعة الجريمة تجعل من السهل على المجتمع أن يُخجل الضحية بحجة أن الضحية هو من التقط الصور ومقاطع الفيديو وأرسلها ، ولكن لا تسمحي للمجتمع أن يقوم بجلدك لأنكِ أخطئتي ، وتُجبري في هذه الحالة على مجاراة المبتز ، واعلمي أن المجرم المبتز شخص جبان ويلعب دائماً على خوفك .
وقد يتبادر الآن إلى ذهن أحد القرّاء أنني أدافع عن المرأة ولا أراها مذنبة أو مخطئة أبداً ، وسأرد بدوري نعم أدافع عنها ، ولكن في نفس الوقت أراها مخطئة ، ولكن علينا أن نفهم دوافع المرأة لارتكابها مثل هذا الأمر ، ما الذي يجعل إمرة تعلم جيداً كيف كرمها الله وأنزل سورة كاملة باسمها وهي سورة النساء أن تُقدم على مثل هذا الفعل ؟
فهل يتعامل المجتمع مع المرأة بطريقة خاطئة ؟ هل كبت المرأة وسجنها والعنف الأسري ضدها قد يجعلها مفتقدة للحرية وتبحث عنها بطريقة خاطئة ؟ كل هذا ليس تبريراً لها ولكن محاولة لفهم ما عايشته المرأة وكافة ظروفها ؟
# فمحاولات المجتمع دائماً لقهر المرأة واتهامها على الدوام ، قد يجعلها تتمرد بصورة خاطئة ، وقد يكون تناسي الدين وأحكامه من قِبل الرجل قبل المرأة أحد أهم الأسباب في هذه الجريمة .
# الحرية شئ جميل ، ولكن لاتفهميها سيدتي بصورة خاطئة قد تقلل من شأنك أو تهينك أو تضعك تحت ضغط نفسي يؤلم روحك أو مادي لا قِبل لكِ به .
# لا تصمتي على ابتزازك حتى وإن كنتي مخطئة ، واجهي خوفك وواجهي المجتمع ، فحقك العيش في أمان ، وأنا أعلم أن أحياناً التسويف والتهاون في التعامل مع مثل هذه القضايا قد يكون سبباً في إحباطك وترددك في الإبلاغ عن مثل هذا النوع من الجرائم . لذا على السلطات أن تسرع في اتخاذ الإجراءات المناسبة حال الإبلاغ عن مثل هذا النوع من الجرائم وتوقيف المتهم حتى وإن لم يكن هناك دليل لأن بعض الجرائم لا يكون لدى الضحية دليل واضح سوى رسالة أو ما شابه ذلك ، فيجب تشريع القوانين وتنظيمها بما يحافظ على حقوق الضحية .
وفي النهاية ، نصيحتي لكي سيدتي لا تصمتى ، وإذا كنتي تخشين المجتمع فيوجد مؤسسات مختصة تعمل في سرية تامة ، وذلك لحفظ حقوقك ومنعاً لتعرضك لأي أذى وهذا الموقع هو موقع غير حكومي متخصص في هذا النوع من الجرائم ، ويعمل بنفس الآلية وسيساعدك في التواصل مع السلطات المتخصصة بتلك الجرائم وفقاً لكل دولة .
والرسالة الأخيرة لكي هي يجب أن تكوني على يقظة دائماً ، إياكي أن تنخدعي باسم الثقة وترسلي صور أو مقاطع فيديو لكي باسم الحب أو الصداقة أو أي شئ آخر وعليكي أن تدركي أن هناك فخ ينتظركِ في نهاية الطريق . وأنتِ تعلمي جيداً أن هذا ليس هو الطريق الصحيح لمثل هذه الأمور .
اتصل بنا الان > مكافحة الابتزاز